السنة الثانية : المضمضة في الجواهر : المضمضة معجمة ، وهي تطهير باطن الفم في الغسل ، والوضوء ، وأصلها تحريك الماء في الإناء ، وكذلك تحريك الماء في الفم ، والاستنشاق : جذب الماء بالخياشيم قال الأصمعي : تقول استنشقت الشيء إذا شممته ، والاستنثار : استفعال من النثرة ، وهي الأنف ، ومن النثر ، وهو الجذب .
وأما ظاهر الشفتين ، فغسلهما واجب ، وأوجبهما أبو حنيفة ، وابن حنبل في الجنابة لقوله عليه السلام : ( خللوا الشعر ، وأنقوا البشر ، فإن تحت كل شعرة جنابة ) ، وفي الأنف شعر ، وفي الفم بشر .
وقال ابن أبي ليلى : هما واجبتان في الوضوء والغسل ؛ لأنه عليه السلام واظب عليهما في وضوئه وغسله ، وهو المبين عن الله تعالى .
[ ص: 275 ] ومنهم من أوجب الاستنشاق وحده لأنه عليه السلام أمر به ، والأمر للوجوب ، وإنما فعل المضمضة ، وفعله على الندب .


