قد بينا أنه أول من أسلم وشهد بدرا والمشاهد كلها .
[أخبرنا المحمدان ابن ناصر ، وابن عبد الباقي ، قالا: أخبرنا أحمد بن أحمد ، حدثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله ، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، حدثنا بشر بن [ ص: 57 ] موسى ، حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان بن عيينة ، حدثنا الوليد بن كثير ، عن ابن تدرس] ، عن أسماء بنت أبي بكر ، قالت:
أتى الصريخ إلى أبي [بكر رضي الله عنه] ، فقيل له: أدرك صاحبك ، فخرج من عندنا وإن له غدائر ، فدخل المسجد وهو يقول: [ويلكم] أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ، قال: فلهوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأقبلوا على أبي بكر [فرجع إلينا أبو بكر] فجعل لا يمير شيئا من غدائره إلا جاء معه وهو يقول: تباركت يا ذا -سمعت الزهري يقول] .
[أخبرنا أبو القاسم الحريري ، أخبرنا أبو إسحاق البرمكي ، أخبرنا ابن حيويه ، أخبرنا أبو محمد المدائني ، حدثنا أبو بكر بن أبي النضر ، حدثنا شبابة ، قال: حدثني أبو العطوف ، قال: سمعت] الزهري يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحسان بن ثابت: "هل قلت في أبي بكر شيئا"؟ فقال: نعم ، فقال: "قل وأنا أسمع" ، فقال:
وثاني اثنين في الغار المنيف وقد طاف العدو به إذ صعد الجبلا وكان ردف رسول الله قد علموا
من البرية لم يعدل به رجلا
[أخبرنا المحمدان ابن ناصر ، وابن عبد الباقي ، قالا: أخبرنا أحمد بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا أبو نعيم ، عن هشام بن سعد] ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:
أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نتصدق وقد وافق ذلك مالا عندي ، فقلت: اليوم أسبق أبا [ ص: 58 ] بكر إن سبقته يوما ، قال: ثم جئت بنصف مالي ، قال: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما أبقيت لأهلك؟ " قلت: مثله . وأتى أبو بكر رضي الله عنه بكل ما عنده ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
"ما أبقيت لأهلك؟ " قال: أبقيت لهم الله ورسوله ، فقلت: لا أسابقك إلى شيء أبدا .
[أخبرنا ابن الحصين ، أخبرنا ابن المذهب ، أخبرنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني أبي ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح] ، عن أبي هريرة ، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر" فبكى أبو بكر وقال:
وهل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله . [أخبرنا هبة الله بن الحصين ، قال: أخبرنا الحسن بن علي ، قال: أخبرنا أبو بكر بن حمدان بن مالك ، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني أبي ، قال:
حدثنا فليح ، عن سالم أبي النضر ، عن يسر بن سعيد] ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه خطب فقال: "إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخوة الإسلام ومودته ، لا يبقى باب في المسجد إلا سد إلا باب أبي بكر" .
أخرجاه في الصحيحين .
وفي إفراد البخاري من حديث أبي الدرداء ، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في أمر جرى بين أبي بكر وعمر: "إن الله بعثني إليكم فقلتم كذب ، وقال أبو بكر: صدقت ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركو لي صاحبي مرتين" . [ ص: 59 ]


