ثم دخلت سنة اثنتين وخمسين ومائتين
فمن الحوادث فيها:
ما كان من خلع المستعين نفسه من الخلافة ، وبيعته المعتز على منبري بغداد ومسجدي جانبيها الشرقي والغربي ، يوم الجمعة لأربع خلون من المحرم ، وأخذ البيعة له بها على من كان بها يومئذ من الجند ، وأشهد عليه بذلك الشهود من بني هاشم ، والقضاة ، والفقهاء ، ونقل [المستعين] من الموضع الذي كان فيه من الرصافة إلى قصر الحسن بن سهل [بالمخرم] هو وعياله وولده وجواريه ، وأخذ منه القضيب والبردة والخاتم ، ومنع من الخروج إلى مكة ، فاختار البصرة ، فقيل [له]: إنها وبية ، فقال: أهي أوبى أو ترك الخلافة؟! وبعث إليه المعتز يسأله النزول عن ثلاث جوار تزوجهن من جواري المتوكل ، فنزل عنهن وجعل أمرهن إليهن .
وفي رجب: خلع المعتز المؤيد أخاه من ولاية العهد .
[ ص: 56 ]
وفي هذه السنة: ولي الحسن بن أبي الشوارب قضاء القضاة ، وكان قد سمي للقضاء جماعة فقدح فيهم ، وقيل هم رافضة قدرية جهمية من أصحاب ابن أبي دؤاد ، فأمر المعتز بطردهم من العسكر وإخراجهم إلى بغداد .
وفيها: قتل المستعين .
وحج بالناس في هذه السنة: محمد بن أحمد بن عيسى بن المنصور من قبل المعتز .


