ثم دخلت سنة أربع وأربعين ومائتين
فمن الحوادث فيها :
[دخول المتوكل دمشق ]
دخول المتوكل دمشق في صفر ، وعزم على المقام بها ، ونقل دواوين الملك إليها ، فأمر بالبناء بها فتحرك الأتراك في أرزاقهم وعيالاتهم ، فأمر لهم بما أرضاهم .
ثم استوبأ البلد ، وذلك أن الهواء فيها بارد ندي والماء ثقيل ، والريح تهب فيها مع العصر ، ولا يزال يشتد حتى يمضي عامة الليل ، وهي كثيرة البراغيث ، ثم غلت بها الأسعار ، وحالت الثلوج بين السابلة والميرة فأقام شهرين وأياما ، ورجع إلى سامراء ، فدخلها يوم الاثنين لسبع بقين من جمادى الآخرة .
[توجيه المتوكل بغا من دمشق إلى غزو الروم ]
وفيها : وجه المتوكل بغا من دمشق إلى غزو الروم في ربيع الآخر ، فغزا الصائفة وافتتح صملة .
[أتي المتوكل بحربة كانت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ]
وفيها : أتي المتوكل بحربة كانت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم تسمى العنزة . ذكر أنها كانت [ ص: 323 ] للنجاشي ملك الحبشة ، فوهبها للزبير بن العوام ، فأهداها الزبير لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فكان يمشي بها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في العيدين وتركز بين يديه في الفضاء فيصلي إليها ، فأمر المتوكل صاحب الشرطة بحملها بين يديه ، وأمر خليفه صاحب الشرطة أن يحمل حربته .
[غضب المتوكل على بختيشوع ]
وفيها : غضب المتوكل على بختيشوع وقبض ماله ونفاه إلى البحرين ، لأجل سعاية كانت منه .
[اتفاق عيد الأضحى والشعانين ]
وفيها : اتفق عيد الأضحى ، وعيد الشعانين ، وعيد الفطر لليهود .


