روى ابن أبي شيبة والبيهقي وأبو نعيم عن حبيب بن فديك أن أباه خرج به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه مبيضتان لا يبصر بهما شيئا ، فسأله : «ما أصابك ؟ » فقال : وقعت رجلي على بيضة حية فأصيب بصري ، فنفث رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه فأبصر فرأيته وهو يدخل الخيط في الإبرة وإنه لابن ثمانين سنة ، وإن عينيه لمبيضتان .
وروى الشيخان عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر : «لأعطين «هذه» الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه» ، فلما أصبح ، قال : «أين علي بن أبي طالب ؟ » قالوا : يشتكي عينيه ، قال : «فأرسلوا إليه» فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع .
وروى الطبراني عن علي رضي الله عنه قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر ، فقلت :
إني رمد فتفل في عيني فما وجدت حرا ولا بردا ولا رمدت عيناي .
وروى أبو يعلى والبيهقي من طريق عاصم بن عمرو بن أبي سعيد الخدري عن قتادة ، والبيهقي وابن سعد عن زيد بن أسلم ، وأبو نعيم عن أبي سعيد الخدري عن قتادة بن النعمان ، وكان أخوه لأمه وأبو ذر الهروي أن قتادة بن النعمان أصيبت عينه يوم أحد ، فسالت حدقته على وجنته ، فأرادوا أن يقطعوها ، فقالوا : حتى تستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأمروه ، فقال : «لا» ، فدعى به فرفع حدقته ثم غمزها براحته ، وقال : «اللهم أكسبه جمالا ، وبزق فيها» ، فكانت أصح عينيه وأحسنها .
وفي لفظ : فكان لا يدري أي عينيه أصيبت .
قال عمر بن عبد العزيز : كنا نتحدث أنها تعلقت بعرق فردها النبي صلى الله عليه وسلم قال السهيلي :
وكانت لا ترمد إذا رمدت الأخرى .
وروي أن رجلا من ولد قتادة وفد إلى عمر بن عبد العزيز فلما قدم عليه ، قال : ممن الرجل ؟ فقال :
أنا ابن الذي سالت على الخد عينه فردت بكف المصطفى أحسن الرد [ ص: 18 ] فعادت كما كانت لأول أمرها
فيا حسنها عينا ويا حسن ماجد
تلك المكارم لا قعبان من لبن شيبا بماء فعادا بعد أبوالا


