( ويعتمد بيديه على الأرض ) لأن وائل بن حجر رضي الله عنه وصف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم { فسجد وادعم على راحتيه ورفع عجيزته } قال ( ووضع وجهه بين كفيه ويديه حذاء أذنيه ) لما روي [ ص: 303 ] أنه صلى الله عليه وسلم فعل كذلك .
قال ( وسجد على أنفه وجبهته ) لأن النبي عليه الصلاة والسلام واظب عليه ( فإن اقتصر على أحدهما جاز عند أبي حنيفة رحمه الله . وقالا : لا يجوز الاقتصار على الأنف إلا من عذر ) وهو رواية عنه لقوله عليه الصلاة والسلام { أمرت أن أسجد على سبعة أعظم ، وعد منها الجبهة } ولأبي حنيفة رحمه الله [ ص: 304 ] أن السجود يتحقق بوضع بعض الوجه ، وهو المأمور به إلا أن الخد والذقن خارج بالإجماع ، والمذكور فيما روي الوجه في المشهور ، ووضع اليدين والركبتين سنة عندنا لتحقق السجود بدونهما ، [ ص: 305 ] وأما وضع القدمين فقد ذكر القدوري رحمه الله أنه فريضة في السجود .
قال ( فإن سجد على كور عمامته أو فاضل ثوبه جاز ) لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسجد على كور عمامته ، ويروى أنه صلى الله عليه وسلم صلى [ ص: 306 ] في ثوب واحد يتقي بفضوله حر الأرض وبردها ( ويبدي ضبعيه ) لقوله عليه الصلاة والسلام وأبد ضبعيك ويروى وأبد " من الإبداد : وهو المد ، والأول من الإبداء وهو الإظهار ( ويجافى بطنه عن فخذيه ) { لأنه [ ص: 307 ] عليه الصلاة والسلام كان إذا سجد جافى حتى أن بهمة لو أرادت أن تمر بين يديه لمرت } .
وقيل إذا كان في الصف لا يجافي كي لا يؤذي جاره ( ويوجه أصابع رجليه نحو القبلة ) لقوله عليه الصلاة والسلام { إذا سجد المؤمن سجد كل عضو منه ، فليوجه من أعضائه القبلة ما استطاع }


